حفز الطفل على التعلم والأداء الجيد داخل المدرسة وخارجها

يُعرّف المختصون الحافز على أنه: "حبّ التعلم والرغبة في التحدي"، ويرون أن الحافز غالبًا ما يكون أكثر أهمية من قدرتنا الفطرية على تحقيق النجاح في الحياة. بيد أن حالة التحفيز هذه تقل عند بعض المراهقين خلال مرحلة الدراسة المتوسطة، إذ يبدأ بعضهم بالتذمر من الواجبات المدرسية والمعلمين، أو قد ينقطعون عن ممارسة بعض الأنشطة المحببة لديهم بحجة الشعور بالملل.

وفيما يلي بعض الأمور التي تسهم في تدني مستوى التحفيز لدى المراهقين:
• التغيرات البيولوجية: قد تربك العلامات الأولى للبلوغ بعض المراهقين خاصة الفتيات، ممّا يسبّب لهن إحراجًا يؤدي إلى توقفهن عن ممارسة بعض الأنشطة أو القيام بأعمال معينة.
• الهموم العاطفية: إذ يصعب على المراهق التركيز على مشروع علمي إذا كان باله مشغولاً بالتغيرات الطارئة على جسمه وما يرتبط بها من مشاعر.
• بيئة المدرسة: قد يفقد المراهق الحافز للتعلم عند انتقاله من مرحلة تعليمية إلى أخرى. وقد يزداد الأمر سوءًا مع غياب الدعم الواجب على المدرسة أن تقدمه، أو مع تضاعف الأعباء الدراسية، ومع التوقعات المنتظرة من الطالب، على وجه الخصوص تلك التي لم يستعد لها بعد.
• التغير الذي يطرأ على نظرة المراهق لقدراته: يميل الأطفال قبل مرحلة المراهقة إلى الاعتقاد أنه كلما ثابر الإنسان على المحاولة، فلا بد أن يحصل على نتائج مثمرة، بيد أن بعض المراهقين يعتقدون أن قدراتهم محدودة، ويبدؤون بمقارنة قدراتهم مع قدرات الآخرين، الأمر الذي يؤثر فيهم سلبًا.
• ضعف الفرص: قد لا يتمكن بعض المراهقين من المشاركة في الأنشطة المدرسية لسبب أو لآخر، الأمر الذي يساعد في تقليل الحافز لديهم.
• عدم الربط بين المدرسة والواقع: لا يدرك بعض المراهقين أن النجاح في المدرسة يتطلب بذل الوقت والجهد، لأن ما يشغل اهتمامهم خلال هذه الفترة هو الأمور المسلية، ومنها الأنشطة المدرسية. ولا يدرك المراهقون أن المدرسة كالحياة اليومية يتعلم منها المرء الدروس المفيدة من خلال الأنشطة التي لا يمكن أن تكون مسلية على الدوام، كما أن تحقيق أي إنجاز يتطلب بذل مجهود حقيقي.
وفيما يلي طرق يمكن أن تعينك على تشجيع طفلك وتحفيزه:
• كن له مثلاً أعلى: إذ يستفيد الأبناء من رؤية آبائهم وهم يبذلون قصارى جهدهم في العمل إتمامه. ومن هذا المنطلق ينبغي على الآباء أن يظهروا لأبنائهم مدى تقديرهم للتعلم والعمل الجاد.
• دع أبناءك يتعلمون أن المثابرة على بذل الجهد هي مفتاح تحقيق الإنجازات على مدى الأيام: إذ عليك تعليم طفلك أن يحدد لنفسه أهدافًا، وأن يسعى جاهدًا في سبيل تحقيقها. وعليك مساعدته ليدرك قيمة مواجهة التحديات، واكتشاف السبل الكفيلة بتجاوزها وتخطيها.
• قدّم الدعم لأطفالك: إذ لن يجدي نفعًا مديحك لهم أمام الآخرين على جهد بسيط بذلوه، بل عليك أن تؤكد لهم أن بمقدورهم تحقيق شيء ما. يتذمرّ الأبناء أحياناً ويعبرون عن شعورهم بالملل، وذلك لشعورهم أنهم لم ينجزوا شيئًا مهما من قبل. وهكذا، سيحتاج طفلك إلى بعض التلميحات والأفكار المفيدة حول تحديد نقطة بدايته لمشروع ما، ويمكنه الحصول على تلك الأفكار منك أو من شخص بالغ آخر، أو عن طريق معلمه أو حتى من خلال كتاب ما.
• حاول أن تجد نقاط القوة التي يتمتع بها طفلك وشجعه على تعزيزها: يمكن لكل طفل أن يحقق إنجازات مهمة في مجال معين، لذا عليك أن تحدد المجالات التي يبرع فيها طفلك بصرف النظر عن نوعها وماهيتها.
• حاول أن تتواصل مع معلمي طفلك، والمرشد النفسي، ومدير المدرسة عند الضرورة: فتدني درجات الطالب ليس بالأمر المستبعد عند انتقاله من مرحلة دراسية إلى أخرى، لكن إذا كان هذا التدني شديدًا أو إذا استمر فعليك عندها أن تتواصل مع أحد المسؤولين في المدرسة. ومن المقبول أن تكون مدافعًا قويًا عن ابنك، لذا اتصل بالمعلم أو أرسل له رسالة عبر البريد الإلكتروني أو العادي إذا لم تكن مقتنعًا ببعض الواجبات المدرسية التي يكلف بها طفلك، والتي قد لا يستطيع إتمامها بنجاح.
• كن واقعيًا في توقعاتك عن طفلك: من الضروري حفز الأبناء للسعي لتحقيق أهداف طموحة جدًّا. إلا أنك عندما تطلب إلى المراهقين المستحيل، فإنك ستمنعهم حتى من مجرد المحاولة لتحقيقه، لذا عليك أن تساعد طفلك في العمل واختيار الأنشطة بما يُناسب إمكاناته وقدراته.
• كن صبورًا: غالبًا ما يتحسن مستوى التحفيز لدى الأبناء عند مراعاة الآباء للنقاط المشار إليها سابقًا. لكن الصبر أمر مطلوب أيضًا، لأن كثيرًا من المراهقين بحاجة إلى فترة زمنية معينة لينضجوا بما يكفي لإتمام واجباتهم المدرسية وأعمالهم اليومية المعتادة دون الحاجة إلى الكثير من المراقبة والإشراف من الأبوين.
وأخيرًا عليك التأكد من أن ولدك يشعر من أعماق قلبه أنك تحبه لما هو عليه، وليس لما يقوم به أو يمارسه.

منقول للفائدة

أمل فهد الغوينم